مقر جمعية نادي الجالية الافريقية في القدس

20-04-2014

مقر جمعية نادي الجالية الافريقية في القدس

يقع الرباط المنصوري في الجهه الغربيه من الحرم القدسي الشريف ويطل على شارع باب الناظر الذي يربط بين طريق الواد والمسجد الأقصى المبارك. ويعود تاريخ بناؤه الى الفتره المملوكيه (٦٨١ هـ/١٢٨٢ - ١٢٨٣م).

سمي هذا الرباط بهذا الاسم نسبة إلى السلطان المنصور قلاوون الصالحي، حيث تم بناؤه في ذلك الوقت لتوفير مأوى لفقراء وزوار بيت المقدس، إلا أن الرباط  اشتهر في أواخر العهد العثماني وأوائل القرن العشرين باسم حبس الرباط، حيث أحيل إلى سجن في الفترة العثمانية وخصص للمحكوم عليهم بالسجن لفترات مختلفة، ومن هنا جاءت تسميته بحبس الرباط.
أما السبب في استقرار الأفارقة في هذا المكان، هو أن معظمهم في ذلك الوقت كانوا من سدنة المسجد الأقصى ويقومون بحراسته والاعتناء بنظافته وخدمة زواره، و كانوا في ذلك الوقت منتشرين في عدة مواقع، وطالبوا بالتجمع في مكان واحد حتى يسهل عليهم خدمة الأقصى بشكل أفضل، ونتيجه استقرارهم بهذا المبنى اصبح ينسب اليهم.  

وعليه فقد قام أبناء الجالية بالتقدم إلى برنامج اعمار البلدة القديمة في القدس عبر دائرة الأوقاف الاسلامية بطلب ليتم ترميم مقر جمعية الجالية الافريقية الواقع في الجزء الشرقي من الرباط المنصوري، وبناء عليه فقط تم ترميم المقر بمبلغ 237,278 دولار بتمويل من منحه الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي تحت إداره البنك الاسلامي للتنميه، وتم ترميم معظم مرافق المقر الخاص بهم ليتم اعاده تأهيله واستخدامه من قبلهم. وقد شملت الأعمال ما يلي:

    • إعادة تبليط جميع الأرضيات ببلاط حجري واعاده تشكيل البلاط برسومات زخرفيه اسلاميه، واعادة تكحيل جميع جدران واسقف القاعة المملوكيه الرئيسيه بكحله عربيه  وتم اضافة طابق مسحور (طابق ميزانين) بمساحه محدده ضمن ارتفاع الطابق القائم ليتم استخدامه كفراغ لمكاتب علويه مطلة على القاعة الرئيسية بواسطه واجهه زجاجية على امتداد الطابق . وتم اعادة دراسة الفراغات الداخليه للقاعة بحيث تم اعادة تأهيل الفراغات ليتم استخدام جزء منها كمشغل للخياطه واخر للموسيقى وبالتالي فقد تم استخدام قواطع من الجبصين مكونة من طبقتين بينهما عازل لمنع انتقال الصوت بين الفراغات المختلفه.
    • وكذلك شملت اعمال الترميم اعاده تأهيل البنيه التحتيه بما يتناسب مع اهمية المبنى التاريخيه والاستخدام المقترح له وتم تركيب كاميرات مراقبه وشبكه كمبيوتر و نظام تبريد و تهوية ميكانيكية و انذار حريق، بالإضافة الى كل ما يتطلبه العمل من تمديدات كهربائية ومياه وصرف صحي. 

    وصف الوضع الذي كان قائماً قبل القيام بأعمال الترميم: 

     

    تم ترميم المبنى من قبل جمعية الجالية الافريقية دون الاستعانة بخبراء في هذا المجال وتم استخدام مواد حديثة لا تتلاءم مع أهمية المبنى التاريخية وطبيعته، بل وتسبب تلف له على المدى البعيد .
    أما بالنسبة للأرضيات فقد كانت مغطاة ببلاط اسمنتي حديث غير مناسب لقيمة المبنى وتم استخدام مادة الالمنيوم الحديثة في النوافذ بدلا من مادة الخشب التقليدية.
    كذلك كانت تعاني القاعة من سوء وقدم التمديدات الكهربائية وعدم ملائمتها أو تلبيتها للاحتياجات الحالية للمبنى ولا مع طبيعة النشاطات الثقافية والاجتماعية التي يضمَها المبنى وحاجاته المتجددة.
    أما بالنسبة لشبكة البنية التحتية فهي قديمة بحاجة الى اعادة تأهيل واعادة توزيع للخدمات (المطبخ و الحمام) في المبنى ليتلاءم مع وظيفة المبنى الحالية .

    وصف المبنى بعد بالترميم من قبل اداره وموظفي ورواد المقر :

    لقد أشار السيد ياسر قوس –مدير الجالية الإفريقية- عندما تم التوجه اليه بخصوص رأيه عن المبنى بعد الانتهاء من ترميمه إلى اعمال الترميم السابقه التي تمت من قبلهم  والحاجه الملحة للترميم حيث قال : "استخدم المبنى في الفترة السابقة كمركز اجتماعي ولكن كان يفتقد للعديد من العوامل التي تسهم في تطوير العمل وخاصة ان الترميم السابق بني على اثر مبادرة شبابية اطلقها ابناء الجالية لتحسين ظروف المبنى من خلال منحة تقدمت بها الحكومة السويسرية انذاك في القدس، الا ان عوامل الرطوبة انهكت المبنى اضافة الى الحفريات الاسرائيلية."

    وأضاف في حديثه عن الأسباب التي دعت إلى التوجه لبرنامج الإعمار لترميم المبنى : "ومع توسع دائرة الفعل و الاستهداف للجمعية في قطاعي الاطفال و الشباب تحديداً، جاءت الحاجة للمطالبة بتجهيز المكان بما يتوافق مع تعدد الاحتياجات للوصول الى الاهداف المرجوة".

    أما بخصوص الصعوبات التي واجهتها عملية ترميم المقر من قبل برنامج الإعمار ومدى النجاح الذي تم تحقيقه  نتيجه أعمال الترميم فقد أضاف السيد قوس بأنه "وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها عملية إنجاز الترميم والتضييقات الاسرائيلية و التي وصلت لدرجة الاغلاق لمدة شهر بحجة فحص آلية الترميم، إلا ان المبنى اصبح الان مجهزا بكل التقنيات الميكانيكية و الادواتية لتشكل مرتكزا رئيسيا لانطلاق العمل وخاصة ان عملية الترميم شملت تجهيز قسم الخياطة الذي ترعاه الجمعية والذي يستفيد منه 20 إمراة من البلدة القديمة وعائلاتهم بهدف تحسين ظروف حياتهم الاقتصادية وتفعيل ادوارهن ومشاركتهم المجتمعية ، بالاضافه الى توفير انظمه الامان و المراقبة التي تهدف الى خلق بيئة آمنة لممارسة الانشطة والفعاليات."

    اما الشاب محمد الفاتح الذي يمارس نشاطاته في المقر فقد قال "ترميم المقر عاد بالفائدة عليه لأن هذا المقر بمعداته وأسلوب ترميمه أتاح له استخدام المقر كنواة لنادي سينما الشباب المقدسي ومساحة لعرض افلام شبابية مقدسية بالتعاون مع جمعية السينمائيين الشباب."

    كذلك افاد السيد قوس الى أنه "يتم كذلك استخدام المبنى لتسجيل برامج تلفزيونية " اهل البلد" لصالح تلفزيون فلسطين اليوم " .

    وعند سؤالهم عن الاستفادة التي تم تحقيقها من بعد القيام بأعمال الترميم، اجابوا :

    " اصبح المقر يستخدم ليس فقط من قبل ابناء الجالية الافريقيه في القدس بل من قبل الجميع ، واصبح وجهه للجميع ليتم فيه الالتقاء وممارسه العديد من النشاطات الاجتماعيه والثقافيه ، مثال لذلك نادي زدني الذي ينظم فعاليات شهرية في المبنى بحضور 100 شاب وشابة مهتمين بالشأن الثقافي اضافة الى مجموعة (عيش الحلم) التي تنظم تدريباتها في مجال الموسيقى والايقاع والدبكة والتي تضم ما يقارب 60 شاب وشابة وكذلك مبادرات شبابية لتنظيم ورش ثقافية توعوية سواء كان ذلك على مستوى فردي او جماعي كمؤسسة الاغاثة الطبية الفلسطينية والاغاثة الزراعية الفلسطينية و جمعية الشبان المسيحية اضافة الى استخدام المقر لفعاليات مركز الارشاد الفلسطيني الجماعية".

     

    تأثير المبنى على المحيط بعد عمليه الترميم :

    من الواضح جدا وحسب رؤيتنا كمرمميين وكذلك مما أفادنا به المستخدمين، بأن ترميم المقر قد أثّر إيجابياً على المجاورين والمستخدمين للمقر من الناحية المعنوية نتيجة تحسين ظروف المبنى الفيزيائية وتزويده بكافة الاحتياجات اللازمه ليتم استخدامه للاغراض الاجتماعية والثقافية، وكذلك تم افادتنا بأن النشاطات قد ازدادت بشكل ملحوظ في المقر بعد الانتهاء من أعمال الترميم الأمر الذي يساعد في زيادة الترابط  الاجتماعي بين ابناء البلدة القديمة وزيادة الوعي لديهم وشغل اوقات فراغهم بما يفيد في نهضة البلدة القديمة وتماسك ابنائها .